اتباع سنه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم تعريف السنة ..السنة في اللغة :
السيرة والطريقة, تقول فلان على سنة فلان
أي: على طريقة فلان أي على سيرة فلان هذا هو المعنى في اللغة .
السنة في الشرع :إتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر وترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم
فهي تشمل في الشرع كل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور واجبة وأمور مستحبة
وترك الأمور المحرمة وترك الأمور المكروهة .
ثم بعد ذلك أصبح للسنة اصطلاح عند العلماء :فالسنة عند المحدثين :ما أضيف للرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .
فأما ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول
يعني حديث فيه قول للرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .)) هذه سنة قوليه .
وأمّا الفعل فهو السنة الفعليةأن ينقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل كذا وكان يترك كذا
مثل قول أنس رضي الله عنه كان رسول الله يحب الدباء
هذا أمر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً من السنة الفعلية ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
من أفعال في الصلاة أو أفعال في الزكاة أو أفعال في الصوم أو أفعال في الحج
هذه كلها تدخل تحت السنة الفعلية .
وأمّا التقرير فهذه السنة التقريريةوهي أن يحدث الفعل أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أو في زمنه والوحي
ينزل ويقر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ويقر الوحي ذلك
فلا ينكر ولا يغير فتكون بذلك تقرير شرعي للفعل!
والسنة عند الأصوليين والفقهاء : ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
لأن الفقيه والأصولي إنما ينظر في السنة من جهة أنها دليل شرعي
وبالتالي لا يكتسب عنده سمة الدليل إلا هذه الأمور الثلاثة وهي :
القول و الفعل والتقرير.
فمن هنا ندرك أن علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية فعليه وبه تقوم سائر العلوم الشرعية
ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ
وانحرف عن النهج السديد من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر
سواء كان مفسراً أو فقيهًا أو أصولياً أو واعظاً أو مؤرخاً .
* فقد تجد مفسراً من المفسرين يفسر آيات من كتاب الله، ويجتهد في تفسيرها غاية الاجتهاد
إلا أنه فقد جانَب الصواب بعد الاجتهاد كله
وذلك لأنه بنى تفسيره للآيات على أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو أثر لا يثبت عن قائله.
* وقد تجد فقيهاً يصول ويجول في مسألة فقهية لتحريرها
ويحاول- قدر جهده- الوصول إلى الصواب فيها، ولكنه لا يُوفق
لأنه بنى رأيه فيها على حديث ضعيف، وهو لا يشعر.
* وكذلك بالنسبة لأهل الأصول، تجد فيهم ـ مثلاً ـ أصولياً
يُؤَصِّل قاعدة من القواعد التي تبنى عليها الأحكام
وتُؤَسس عليها مسائل من الدين، يؤصلها على حديث ضعيف
فتأتى القاعدة وما رُكِّبَ عليها بضرر على الدين أكثر من النفع الذي رجاه مؤسسها ومؤصلها.
* وما أكثر هذا في الوعاظ ، الذين يزعمون أنهم يقربون الناس إلى ربهم،
ولا يشعرون أنهم يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل ويكذبون على الله عز وجل
إذ ينسبون إليه ما لا يحصى مما لم يقله- سبحانه- من الأحاديث القدسية
بعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعدَ أهل السنة والجماعة
وأصول الدين من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المطهرة
فضلاً عما فيه من وصف الرب سبحانه بما لم يصف به نفسه، فلا يبتعدون بأفعالهم هذه عن الوقوع تحت طائلة
يامرنا الله اتباع ما يامرنا به رسوله الكريم وان نكون من سنه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولا احد سواه
قوله تعالى
" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ
النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ "الأنعام : 144 .
بالأخذ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: وَمَا آَتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر: 7} وقال
تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {آل
عمران: 132}
قوله سبحانه: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ومنها قوله تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
قال -عز وجل-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ
قوله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
اتباع سنه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من غير وسيط ولا امام ولا شيخ
ولا ولي من اولاياء الله الصالحين ولا الخلفاء الراشدين فكلهم علي سنه
رسول الله صلي الله عليه وسلم
و اعرض لكم هنا اقوال الأئمة في اتباع السنة و ترك اقوالهم المخالفة لها
1- ابو حنيفة رحمه الله يقول :
اذا صح الحديث فهو مذهبي .
و يقول : لا يحل لاحد ان ياخذ بقولنا ما لم يعلم من اين اخذناه
و يقول : حرام على من لم يعرف دليلي ان يفتي بكلامي
و يقول : اذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى و خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتركوا قولي .
2- مالك بن انس رحمه الله يقول:
انما انا بشراخطئ و اصيب فانظروا في رايي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه و كل ما لم يوافقهم فاتركوه .
و يقول : ليس احد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الا يؤخذ من قوله و يترك الا النبي صلى الله عليه و سلم
3- الشافعي رحمه الله يقول :
اذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و دعوا ما قلت انا .
4 - الامام احمد بن حنبل رحمه الله يقول :
لا تقلدني و لا تقلد مالك و لا الشافعي و لا الاوزاعي و الثوري و خذ من حيث اخذوا .
و يقول : من رد حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو على شفا هلكة .
تلك هي اقوال الائمة جزاهم الله خيرا عن الامة
و هم يبينون للناس ان الطريق الصحيح هو باتباع
رسول الله صلى الله عليه و سلم
معلم البشرية و الهادي البشير الذي لا ينطق عن الهوى
و ان خالف قولهم فالاصح
هو العودة الى كتاب الله و سنة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
لذلك اخواني اخواتي ادعوكم من هنا الى العودة الى كتاب الله
و الى ما امربه و التمسك به و العمل بكل حرف امر به رسول الله
صلى الله عليه و سلم و ان خالف الهوى و ان خالف النفس و ان خالف اي قول
سمعتموه من غيره فرسولنا صلى الله عليه و سلم هو رحمة للعالمين
يقول الله تعالى في كتبه :
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))
اية 107 سورة الانبياء
وهنا يتبرأ كل من الأئمه الصالحين من ان يتبعوا في مذاهبهم وان نتبع سنه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم